اعتــادت أن تــزور دور الأيتــام بانتظــام كغيرهــا مــن المتطوعيــن والكفـلاء تلعب مـع الأطفـال وتجلـب لهم الحلـوى. وكانــت تهتــم بطفــل عمــره ســنتين فــي أحــد الــدور، فكفلتــه حبــا فــي عمــل الخيــر وابتغــاءً فــي الجنــة، ولانشغالات الحياة، انقطعــت زياراتهــا المنتظمــة لهــذا الطفــل، ولكنهــا ظلــت تتكفــل بمصاريفــه دون أدنــى شــك أنهــا قــد تكــون مقصــرة فــي حقــه. وبعــد مــرور عــدة ســنوات، دق جــرس منزلها وكانـت الســاعة قــد قاربــت علــى الواحــدة بعــد منتصــف الليــل، لتجــد أمامهــا شــابا غريبا يقــول لهــا “مامــا دخلينــي عنــدك أنــا هربــت مــن الــدار!!!” كان هــذا الشــاب هــو الطفــل الــذي كانــت تــزوره وتكفلــه منــذ زمــن بعيــد، وبالرغـم مـن حبهـا لــه، إلا أنهــا لــم تســتطع اســتقباله فــي بيتهــا. فما الجدوى من الحل المؤقت، لابد من حل جذري يجيب على السؤال لماذا لا يشعر هذا الشاب بالإنتماء والأمان داخل بيته الذي عاش وتربى فيه. كان هــذا الحــدث بدايــة لرحلــة بحــث عن واقـع ومصيـر الأيتـام عندمـا يصبحوا في عمر الشباب. وكانــت مــن هنــا السـعي إلى احـداث تغييـر ملموس على أرض الواقع. كانـت الفكـرة الأولـى هـو إنشـاء دار أيتـام نموذجيـة، ولكنهـا أدركت أن باقي الأطفال في دور الرعاية يحتاجون أيضا إلى دور نموذجية، وحياة كريمة. ومـن هنـا جـاءت فكـرة إنشـاء جمعيـة تكــون وطنــا لقضيــة الأيتــام، ويكــون هدفهـا أن تؤهـل المؤسسـات الإيوائية لتصبـح مكانـا آمنـا للأطفال خارج الرعاية الوالدية. أسست السيدة عزة عبدالحميـد جمعية سند مـع 10 آخريـن آمنـوا بدورهـم فـي تقديـم حياة كريمة لكل يتيم.